كل سنة و مصر بخير

كل سنة و كلنا بخير و سعادة، كل المصريين، النهارده عيدنا كلنا، مش مفرق ما بيننا فى أى شئ، جامعنا معا فى جوه الحلو و خضرته، و البصل و الخس و الرنجة و الفسيخ

يا رب السنة الجاية كل العيال تعيد مع أهاليها و كل الأهالى تعيد مع عيالها

يا رب مصر تصحى و تقوم تجرى

يا رب الناس تشوف

يا رب الناس تتحرك

يا رب يا رب

حكاية غريبة

صباح الخير
عايزة احكيلكم حكاية قديمة، بس قررت أشرككم فيها لأنها مزعلانى خالص،
قرية الأمل (جمعية بتشتغل مع أطفال الشارع) جالها مجموعة من المتطوعين من ثمانية سنين و قالولها عايزين نعمل مركز إستقبال للبنات، بنات الشارع بيزيدوا و بيتبهدلوا و بيغتصبوا فى الشارع و الكل بيلوم البنات و شايفهم ساقطات و محدش شايف الظروف الساقطة و المجتمع اللى قلبه ميت.
المهم وافقوا و بعد تعب لقينا بيت نأجره فى إمبابة و إتفتح المركز (60 ش نصوح باشا خلف الصم و البكم- تعالوا زورونا)ن فتح المركز و إشتغل و بدأت أعداد البنات اللى بتقضى اليوم هناك تزيد، و بدأ شوية منهم يقول نسيب الشارع، و فتحنا مزاكز إقامة حسب السن و الظروف و بقوا 3 مراكز إقامة لبنات كان مصيرهم حيكون حياة الشارع.
المهم نفس مجموعة المتبرعين قالوا نشترى بيت علشان نتوسع، البنات زادوا، و طموحاتنا كبرت، عايزين ورش و عايزين مطبخ كبير، و مكان يلعبوا فيه، عايزين و عايزين....، و بحثوا كثير عن مكان مناسب و قريب من المركز القديم، و وجدوه، و راحوا الحي و سألوا، كل الأوراق تمام، و حطوا فلوسهم فى المبنى، و بعدين قدموا على تصاريح بناء دورين فوق الدورين الموجودين علشان يتوسعوا (الأساسات تسمح و المنطقة نظام التصاريح فيها يسمح). كلام جميل؟ المهم قابلتهم واحدة قالت تتعاملوا مع مهندس تبعى علشان الرسومات، قلنا ماشى، مكتبه فين؟ مالهوش مكتب، طب عايز كام؟ عايز عشرين ألف جنيه، علشان حضرتها تمضى على تراخيص البناء و إحنا ورقنا سليم، قلنا لا، مش حندفع. و تعاملنا مع مكتب هندسى ثانى، و جبنا موافقات جهات هندسية حكومية على التعلية، و خلصنا ورقنا و قدمناه.
بعد شهر جالنا إخطار إننا مخالفين و لازم نوقف أى بناء، إحنا مكناش بنينا أصلا بس لازم نوقف، المهم رحنا نسأل قالولنا اللى قبلكم خالف و بنى حجرة فى "الحديقة"، فين الحديقة دى يا عم؟ أتارى المنطقة كلها بيوت لها "حدائق" بس كل بانى فيها من زمان و كله مثبوت فى العوائد و الحكومة عمرها ما قالتلهم بم، ده كمان كلهم معليين عليها و برضه محدش قالهم بم، بس إحنا لازم نزيل.
رحنا محافظ الجيزة، قالبنا بإبتسامة جميلة و وعدنا إن لو فى إيديه شئ حيعمله، قلناله القانون بيقول من حقك تؤشر بالتغاضى عن "المخالفة" لو إن مفيهاش خطورة و لو إنها لمصلحة عامة، و إحنا و الله عايزين نساعد الحكومة و نلم العيال من الشارع (مع إننا مش إحنا و الله اللى نزلناهم)، المهم إبتسم إبتسامته الساحرة و طمننا، و بعد أسبوعين جالنا قرار إزالة بإمضاء منه.
البيت خلص، و جميل، و إحنا بنفرشه علشان البنات تتنقل، و كل لما نبيض و لا نشترى موبيليا و لا نعلق صورة نقول "بس ربنا يستر و ميهدوهوش على دماغنا و دماغ العيال".
أنا بس مش عارفة الناس دى ليه بيقولوا "عقد الطفل"، و "حق الطفل"، و "إستراتيجية لحل مشكلة أطفال الشارع"، و كلام كبير قوى، و بعدين ميسيبوش رحمة ربنا تنزل.
ربنا يستر على بلد ترمى عيالها فى الشارع.
ربنا يستر عليكى يا مصر.